الديمقراطية بين المطلب والتطبيق!

الديمقراطية بين المطلب والتطبيق!

  • الديمقراطية بين المطلب والتطبيق!

اخرى قبل 5 سنة

الديمقراطية بين المطلب والتطبيق!
يسري عبد العزيز

أتعجب لمن يطالبون بالديمقراطية وهم يمارسون الديكتاتورية وفي أبشع صورها مع كل من يخالفهم الرأي، حتى على صفحات التواصل الاجتماعي!
فعلينا أولا أن نتعلم، كيف نكون ديمقراطيين في تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين وكيف لنا أن نطبق معاييره قبل أن نطالب الآخرين به!
وكيف؟!
•       أصغ للآخر جيدا أو أقرأ ما يكتبه بتمعن، لكي تفهم ما يقصده، ثم كون رأيك، وبذلك تستطيع مراجعة أفكارك وترتيب كلماتك. لتتحدث بعد ذلك بموضوعية، بدل من أن تفرض رأيك ومحاولة سماع نفسك فقط. وإن لم يعجبك الرأي الآخر أو لم تتفق مع أطروحاته، فعليك مناقشته وإقناعه بهدوء أو تنسحب.
•       أنزل على رغبة الأغلبية في الرأي أو في اتخاذ القرار، حتى وإن كنت متأكدا من داخلك بأنك الذي على صواب. لأن الكثير منا وقد يكون غالبيتنا يتمسك برأيه وللأسف ويحاول فرضه على الأغلبية، متوهما بأنه هو الوحيد الذي على صواب والغالبية هم المخطئون، فتلك هي أم المشاكل وثقافة شبه عامة سلبية علينا أن نتخلص منها.
•       حاول أن تقنع الآخرين بوجهة نظرك عن طريق المناقشة وبالحجة وبتوضيح وبإسهاب، بدل من أن تتمسك برأي أو فكر أو مفاهيم أو رؤى تحملها وتردد كلماتها عن الغير كالببغاء لا تفهم معانيها أو محتواها، ولا تعي ما المقصود من ورائها. فقد تكون أنت وأنا أدوات تستخدم من قبل الوصوليين والانتهازيين والعملاء والذين يدينون لمن يقف خلفهم ويمولهم وليس للوطن أو لصالح المواطنين وبدون أن نعلم أو نعي.
•       لا تحجر على آراء الآخرين ولا تعين نفسك قاضي بيده المقصلة، يعصف بكل من يخالفه الرأي، محاولا اغتياله فكريا.
•       علينا أن نتخلص من الديكتاتورية والتي أطلت علينا بأبشع صورها وغرست بجذورها في داخلنا، فأصبحنا جميعا نمارس الإرهاب الفكري ضد بعضنا البعض، فنهاجم كل من يخالفنا في الرأي أو التوجه بأفظع العبارات والألفاظ. لا نقبل بالتعددية الفكرية أو السياسية أو الأيديولوجية أو في التنوع، ولا نعلم بإنها الطبيعة والفطرة وسنة الحياة والتي خلقنا الله عليها، حتى في داخل الأسرة الواحدة نجد هذا الاختلاف والتباين موجود.
•       علينا أن نتحاور بأدب ونتناقش بطريقة حضارية وباحترام متبادل حتى نسمع لبعضنا البعض، ليكون الحوار بناء لنتبادل المعلومات ويستفيد كل منا من الآخر. فلا تكن بذيء سليط اللسان حتى لا ينفر منك الآخرين وينفضوا من حولك، أو يناصبوك العداء ليزيد رصيدك من الأعداء أو من الكارهين لك.
•       أعلم بأنه ليس كل من يخالفك الرأي عدوك، أو كل من يحمل فكر آخر فهو ضدك طالما لم يخرج عن قيمنا ومعتقداتنا، أو كل من يطالب بحق أو أنصاف فهو يعكر الصفو العام وكما يحاولون إيهامك بذلك.
•       علينا أن نرتقي بأقلامنا وفكرنا وحوارنا ونترفع عن الصغائر، لكي نظل شعب راقي يليق بهذا البلد وبحضارتها العريقة.
•       علينا أن ننشر ثقافة الوئام والتآخي والمحبة فيما بيننا، لنجعل من مجتمعاتنا مجتمعات متماسكة لا متناحرة، يجمع ولا يفرق. نضمد جراحنا ونرتقي بأخلاقنا ونعلو فوق حب الذات لنتخلص من أنانيتنا.
كُن إنسانا في تصرفاتك وتعاملك مع من حولك ومع الآخرين، لكي يحبك الناس، كن رحيم ودودا عطوفا بشوشا متصدقا، يحبك الله.
رسالتي هذه موجهة لي أولا ثم لكم ولأولي الأمر منا.

 

التعليقات على خبر: الديمقراطية بين المطلب والتطبيق!

حمل التطبيق الأن